العافية النفسية والعافية الشخصية

قد تكون نقطة بداية علم النفس الإيجابي عندما قدّم إد دينر (Diener, 1984) العافية الشخصية التي تشمل السعادة، والرضا عن الحياة، والانفعالات السّارة من المنظور الشخصي، وقد ظهر على إثرها مساهمات عدّة في علم النفس الإيجابي، وقد يكون أبرزها نموذج العافية النفسية لكارول ريف (Ryff, 1989) الذي عرضت فيه العناصر الست للعافية النفسية: قبول الذات، والعلاقات الإيجابية، والاستقلالية، والإتقان البيئي، والغاية من الحياة، والنمو الشخصي، وأشارت إلى أن حقيقة العافية النفسية تكمن في تكامل هذه العناصر فيما وبينها من خلال أداء الوظائف الإيجابية المنوطة بها، فأوجدت وزميلها كايز (Ryff & Keyes, 1995) بنية صلبة لمقياس العافية النفسية التي تشمل هذه الوظائف الإيجابية، ويُمثّل الجدول الآتي أبعاد المقياس (عناصر العافية النفسية) ووظائفها الإيجابية:

جدول 1-2

الجدول (1-2): عناصر العافية النفسية والوظائف الإيجابية

نشاط (1-2): العافية النفسية

تأمّل في عناصر العافية النفسية ووظائفها. راقب نفسك لمدة زمنية معينة (أسبوع مثلاً)، ثم اكتب رسالة إلى نفسك تُخبرها عن مدى قيامك بهذه الوظائف الإيجابية.

ثم كتبت وزميلها سنجر (Ryff & Singer, 1998) حول أهم ملامح الصحة الإنسانية الإيجابية التي تشمل العافية الجسدية والنفسية، فالتحلي بهذه الصحة أكبر من مجرد عدم الإصابة بالمرض، وتتطلب تكوين قاعدة قوية من أفكار وأفعال الخير متبادلة التأثير. واستمرت ريف بالعطاء والمساهمة في البحوث، فعلى سبيل المثال قدمت ريف وزميلها سينجر (Ryff & Singer, 2008) ورقةً تُسهم في دعم النهج المعنوى لدراسة العافية النفسية حيث قدّما فيها إثراءات من فلسفات سابقة ودلائل علمية راهنة على أهمية وضع الغايات التي تحمل مقاصد تُعطي معناً للحياة. ولا تزال كارول ريف تُساهم في إثراء أدب ودراسات وبرامج تدخلات علم النفس الإيجابي حتى يومنا الحاضر.

في العقد الأخير من القرن العشرين ازداد اهتمام علم النفس بموضوعات السعادة والعافية وبكل ما يستحق الحياة من أجله. كما تولّى بعض العلماء المهتمين في هذه الموضوعات مناصب مؤثرة مكّنتهم من إرشاد الباحثين ولفت انتباههم لمثل هذه الموضوعات، فيُجدر ذكر تولّي مارتن سيليجمان (Martin Seligman) منصب رئاسة جمعية علم النفس الأمريكية عام 1998، حيث كان جلّ اهتمامه توجيه العلم والممارسات العملية لدراسة الازدهار الإنساني. وقد يكون نتيجةً لذلك ظهور علم النفس الإيجابي كأحد ميادين علم النفس العلمية عام 2000 على يد مارتن سيليجمان.

العافية الشخصية

عندما قارب القرن العشرين على الانتهاء اتضحت الكثير من معالم الدراسات في علم السعادة والعافية الشخصية، فعلى سبيل المثال وضّح دينر وسَه ولوكاس وسميث (Diener, Suh, Lucas, & Smith, 1999) تطوّر دراسة العافية الشخصية والسعادة المتضمنة فيها خلال الثلاثة عقود الأخيرة من الألفية السابقة. كما ناقش الباحثون النظريات الحديثة التي تُعنى بدراسة العافية الشخصية حسب تأثير الميولات وعمليات التكيّف ووضع الأهداف بالإضافة إلى أساليب التعامل مع المصاعب. ووضعوا تنبؤات مستقبلية لدراسة الطرق المؤدية إلى السعادة والمؤثرة في العافية الشخصية ومكوّناتها التي أصبحت تشمل الانفعالات غير السّارة إلى جانب الانفعالات السّارة والرضا عن الحياة. ويُبيّن الجدول الآتي مُكوّنات العافية الشخصية ومحتوياتها:

جدول 1-3

الجدول (1-3): مُكوّنات العافية الشخصية ومحتوياتها

نشاط (1-3): العافية الشخصية

تأمّل في مُكوّنات العافية الشخصية ومحتوى كل منها. ما الذي تراه أقرب لنفسك؟ خطّط لزيادة الانفعالات السّارة ومدى رضاك عن حياتك في مختلف المجالات وتقليل الانفعالات غير السارّة. خلال تصميمك لخطتك العملية، يُمكنك الاستعانة بالصيغة اللغوية الآتية:

سأقوم بـ زيادة/ تقليل ……………………………………………..،

خلال الفترة الزمنية الممتدة من ……………… إلى ………………،

وذلك من خلال الأفعال الآتية:

1.

2.

3.

نشاط إضافي: للمزيد من التعمّق في مكوّنات العافية الشخصية يُمكنك الرجوع إلى المقياسين الآتيين والتأمّل في النتائج التي ستحصل عليها:

1. مقياس الانفعالات الإيجابية والسلبية (Positive and Negative Affect Scale – PANAS)

2. مقياس الرضا عن الحياة (Satisfaction with Life Scale – SWL)

المراجع:

Diener, E. (1984). Subjective well-being. Psychological Bulletin, 95, 542-575

Diener, E., Suh, E. M., Lucas, R. E., & Smith, H. L. (1999). Subjective Well-being: Three Decades of Progress. Psychological Bulletin, 125, 276 –302

Ryff, C. D. (1989). Happiness is everything, or is it? Explorations on the meaning of psychological well-being. Journal of Personality and Social Psychology, 57, 1069-1081.

Ryff, C. D. & Singer, B. H. (2008). Know Thyself and Become what You Are: A Eudaimonic Approach to Psychological Well-being. Journal of Happiness Studies, 9, 13–39.

Ryff, C. D. & Keyes, C. L. M. (1995). The Structure of Psychological Well-being Revisited. Journal of Personality and Social Psychology, 69, 719-727.

Ryff, C. D. & Singer, B. H. (1998). The Contours of Positive Human Health. Psychological Inquiry, 9, 1-28.

ملاحظة: راجع المصطلحات بالإنجليزية 1

 

الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s